ابو الكل عضو جديد
عدد المساهمات : 2 نقاط : 9 تاريخ التسجيل : 26/11/2010 العمر : 40
| موضوع: نور و بشرى الجمعة نوفمبر 26, 2010 3:03 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين، نستغفره استغفار التائبين و الصلاة و السلام على جلاء الأبصار ، و نور البصائر ، و بهجة القلب ، وراحة الأرواح ، وقرّة العيون ، و مسك المجالس ، و طيب الحياة ، و زكاة العمر ، و انشراح الصدور نبينا و حبيبنا محمد عليه الصلاة و السلام ، أما بعد : إن من أعظم صفات الرسول عليه الصلاة و السلام أنه مبشرا بكل خير و هي صفة اصبغها الله عليه في كتابه الكريم ، ليكرم بها أمته ، ولينير طريقها و يعرفها بخالقها و مدبر هذا الكون بما فيه ، فيقول سبحانه و تعالى مخاطبا نبيه الكريم : {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً }الإسراء105، ويقول أيضا :{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً }الأحزاب45 فأول بشرى لهذه الانسانية جمعاء التي بشر بها النبي الكريم الإيمان بالله ايمانا سليما لا يخالطه شرك و لا عبودية لغيره_ سبحانه و تعالى عما يصفونه علوا كبيرا_ فقد باع كثير من ابناء هذه الانسانية عقولهم للاوهام و الخرافة و الاساطير و سلموا عقولهم ورقابهم طوعا للعباد ليجحدوا بعدها رب العباد وليتخذوا منهم آلهة تعبد من دون الله ليجعلوا مقاليد مغفرته بأيديهم وسلطانه تحت أمرتهم و عفوه تحت اهوائهم ، وليصبحوا اندادا لله سبحانه و تعالى : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}البقرة165، فكم هم المضللون عن طريق الحق ؟! . وشاء الله برحمته بعباده أن يبعث في كل امة رسول يهدي بها قومه حتى لا تكون لهم حجة أمامه يوم لا ظل إلا ظله ، ليختم هذه الرسالة برسالة لا ينقطع مددها بالخير و البركة على البشرية و لتكون بشرى لهم تجمعهم تحت كتاب واحد و شرع لا تنضب أحكامه في كل زمان و مكان ، و ليصحح ما زاغ عنه الناس في وحدانية الله و ليشرف نبيه عيسى عليه السلام بأن يصرح بقدومه {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ}الصف6، فمبعثه حقيقة هو أروع الأنباء وأعظم الأخبار فقصة إرساله لا يلفها الظلام و لا تغطيها الريح و لا يحجبها الغمام ، فإنما هي قصة عبرت بها البحار و اجتازت القفار ، و نزلت على العالم نزول الغيث ، و اشرقت إشراق الشمس ، فهو بختصار نور و هل يخفى النور؟! {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }التوبة32 و اتباع هذا النور من الله يكون بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157وجزاء اتباع هذا النور من الله بقوله تعالى {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }الحديد12 .فالله ناصر أوليائه و كل من أرد الحق و طلبه فإلى النور طريقه ، يقول سبحانهو تعالى في كتابه : {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ}البقرة257 أما من سلم نفسه لغير الله و أضله الخراصون عن طريقه و اتبعوهم بدون دليل { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } فيؤملونهم على باطل و يتقولون على الله على حسب اهوائهم و مكاسبهم في الحياة الدنيا يقول تعالى : { أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة80. فكان الرسول غيثا مغيث لنا فقد صح عنه عليه الصلاة و السلام :"مثل ما بعثني الله به من الهدى و العلم كمثل الغيث" فكانت الانسانية قبل دعوته كالبهائم السائمة ، بعد نكرانهم انبيائهم ،حياتم ظلام لا نور فيها ، فهم في غيهم يعمهون ، فقلوبهم بالبعد عن الله و تقربهم للبشر صارت أقسى من الحجارة ، ونفوسهم أظلم من قطع اليل المظلم و بؤس أشد بشاعة من الموت ، فلا عقل محفوض و لا عرض مصون ،و لا دم مصون فالقوي يأكل الضعيف، و يذكر الله في كتابه العزيز مبينا فضل هذه البشرى للناس فكانت رسالته تصل إلى القلوب بألين السبل قال فيها ربّ العزة{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159فنرى هذا التفاعل مع اصحابه رغم أن وحي الله حاضر معه و مؤيد من العلي القدير فنال في ذلك حب الناس حتى قال أبو سفيان رضي الله عنه قبل أسلامه:"ما رأيت في الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد". ثم جاء لما بعث به الني عليه افضل الصلاة خاضعا لامر ربه و للرسالة الموكله له و البشرى التي يحملها فيقول الله سبحانه و تعالى يأمر نبيه الكريم بهذه البشرى من عنده فيقول : {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً }الأحزاب47، ثم كان على لسانه الشريف الطاهر المعصوم كلام الله و دستوره إلى أن ير الله الأرض و من عليها ، فيقول : {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً }مريم97 ، فكانت البشارة الله للانسانية بنبيه و بكتابه العزيز الذي يحمل عفوه و غفرانه و رضوانه و رحمته و بجنات عرضها السموات و الارض و بتوبته على من تاب و عفوه عمن اناب و أخيرا وليس آخرا ، هذا الدين بشراى للإنسانية لما يحمله من و سطية ، دين و بشرى أخرجت العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، و من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، و من الظلامات الشرك إلى نور التوحيد ، و من شقاء الكفر إلى سعادة الإيمان ، دين صالح لكل زمان و مكان ، شرعه من يغفر الزلة ، و هو يعلم السر و أخفى العالم بعلانية العبد و النجوى ، فكان نورا على نور . و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . | |
|