العاصفة عضو جديد
عدد المساهمات : 9 نقاط : 25 تاريخ التسجيل : 15/03/2014 العمر : 51
| موضوع: شبهة تدوين الحديث وما روي عن حرق الاحاديث السبت مارس 15, 2014 7:46 pm | |
| تدوين الحديث الشريف وشبهات حوله ________________________________________ بسم الله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين ومن سار على نهجه وأقتفى أثره إلى يوم الديـــن
يطالعنا الرافضة في كل يوم وكل حوار وفي كل صفحة من صفحات مواقعهم النتنه بشبهات حول جمع الحديث
وأن الصحابة أو الخلفاء الراشدون منعوا التحديث أو ضيعوا السنة النبوية
وهنا الرد الكافي والوافي إن شاء الله عن جميع شبههم
• ورد في الصحاح أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يكتبون الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ثم منعوا ثم ذهب المنع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيكون الرد مفصـلا ً في الفقرة ( 2 ) ويجب أن نفرّق بين الكتابة الشخصية وبين التدوين الشخصي أو الفردي أو الجماعي والتدويـن الرسمــي .
نقاط الموضوع : - تدويـن الحديث الشريـــف : أ-التدوين الغير رسمي أو الشخصي الفردي : ب- التدوين الرسمي العام والجماعي : ـــــــــــــــــــــــ 2- شبهات حول أحاديث كراهة الكتابة وإجازة الكتابة والجمع بينها : أ- ما روي من إباحة الكتابة ب- ماروي في المنع ج- الجمع بين نصوص الكراهة والإباحة : ـــــــــــــــــــــــ 3- شبهات حول الآثار المنقولة عن الصحابة رضي الله عنهم في كتابة الحديث والكراهه من كتابة الحديث والجمع بينهما أ- الآثار المنقولة عن الصحابة رضي الله عنهم في كراهة التدوين ب- الآثار المنقولة عن الصحابة رضي الله عنهم في إباحة التدوين ج - الجمع بين هذه الآثار ــــــــــــــــــــــ 4- الشبهات التي أثيرت حول تدوين الحديث ومناقشتها: أ- شبهات الرافضي علي الكوراني والرد عليها: * خمس شبهات . ب- من شبهات عبد الحسين شرف الدين الموسوي ج- شبهة السيد حسين الصدر ومن وافقه ـــــــــــــــــــــ 5- أحاديث مكذوبة وضعيفه وموضوعه يستشهد بها الرافضة لتقوية الشبه حول الحديث ( وهذه أتركها لمحدّثي المنتدى )
1- تدويـن الحديث الشريـــف :
أ-التدوين الغير رسمي أو الشخصي الفردي : تلقى التابعون علومهم على يد الصحابة وخالطوهم وحملوا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وعرفوا متى كره هؤلاء كتابة الحديث ومتى أباحوها , وساروا على آثار الصحابة في كراهة الكتابة ما دامت أسباب الكراهة قائمة ، وأول من امر بتدوين الحديث أمير مصر عبد العزيز بن مروان ( ت 85 هـ) كما في طبقات ابن سعد انه امر كثير بن مرة الحضرمي احد أعلام التابعين أن يكتب له بما سمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أحاديثهم , والراجح أن هذا الطلب كان سنة 75 هـ على ابعد تقدير
ب- التدوين الرسمي العام والجماعي : وقام به الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز , فكتب إلى أهل المدينة " انظروا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاكتبوه , فاني خفت دروس العلم وذهاب أهله " ووصل كتابه إلى عامله في المدينة النبوية أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم (ت117 هـ) , الذي امر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( ت 124 هـ) وغيره بجمع السنن كما امر الخليفة الراشد , أمراء الآفاق بتشجيع أهل العلم على دراسة السنة وإحياءها وكان من كتبه : " أما بعد , فأمروا أهل العلم أن ينتشروا في مساجدهم , فان السنة كانت قد اميتت " وقد جعل لهم رواتب تسد حاجتهم ليتفرغوا للعلم والانقطاع لنشره , فكتب لوالي حمص : " مر لأهل الصلاح من بيت المال ما يقيتهم لئلا يشغلهم شيء عن تلاوة القران , وما حملوا من الحديث" ولم تخل عمليات جمع السنة من المناقشة والمناظرة في بعضها وقد توفي عمر بن عبد العزيز قبل إنجاز عمله هذا , الذي كان يفخر به فيقول : " لم يدون هذا العلم احد قبل تدويني " قال الحافظ السيوطي في ألفيته في الحديث : أول جامع الحديث والأثر ابن شهاب آمرا له عمر - بعض المصنفات في ذلك العصر : ممن ألف في ذلك العصر أبان بن عثمان بن عفان ( ت 105 هـ) وابن جريج ( ت 150 هـ) بمكة , ومالك بن انس ( ت 179 هـ) وعامر بن شراحيل الشعبي (ت 103 هـ) وغيرهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- شبهات حول أحاديث منع الكتابة وإجازة الكتابة والجمع بينها : أ- ما روي من إباحة الكتابة • عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: " كنت اكتب كل شيء اسمعه من رسول الله ، أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا : تكتب كل شيء سمعته من رسول الله ورسول الله بشر يتكلم بالغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله ، فأومأ بإصبعه الى فيه ، وقال:اكتب فوالذي نفسي بيده لا يخرج منه إلا الحق ". • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما فتح الله على رسوله ....وذكر في الحديث أن رجلا من أهل اليمن طلب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتبوا له خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك اليوم ، فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك فقال : " اكتبوا لأبي شاه " . • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إن أنصاريا شكا الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلة حفظه فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم :"استعن بيمينك" • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله : " قيدوا العلم بالكتاب " . • عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال قلت لرسول الله : إنا نسمع منك أشياء افنكتبها ؟ قال : " اكتبوا ولا حرج " . • ما ثبت من كتابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصدقات والديات والسنن لعمرو بن حزم رضي الله عنه . • عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال : بينما نحن جلوس حول رسول الله نكتب إذ سئل رسول الله أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية ؟ قال : " لا بل مدينة هرقل أولا" . • وعنه رضي الله عنه أنه أتى رسول الله ، فقال يا رسول الله إني أريد أن اروي من حديثك ، فأردت أن استعين بكتاب يدي مع قلبي إن رأيت ذلك ؟ فقال رسول الله : " إن كان حديثي ثم استعن بيدك مع قلبك " .
ب- ماروي في المنع • عن أبي سعيد ألخدري رضي الله عنه أن رسول الله قال : " لا تكتبوا عني ،ومن كتب عني غير القرآن فليمحه،وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" . • وعن أبي سعيد ألخدري أيضا قال : " جهدنا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأذن لنا بالكتاب فأبى" . • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " خرج علينا رسول الله ونحن نكتب الأحاديث ، فقال : ما هذا الذي تكتبون؟ فقلنا أحاديث نسمعها منك ، فقال كتاب غير كتاب الله ؟أتدرون ما ضل الأمم قبلكم إلا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله تعالى" . • عن عبد الله بن حنطب قال : " دخل زيد بن ثابت على معاوية ، فسأله عن حديث فأمر أنسانا أن يكتبه ، فقال له زيد إن رسول الله أمرنا أن لا نكتب شيئا فمحاه " . • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " بلغ رسول الله أن أناسا قد كتبوا حديثه ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما هذه الكتب التي بلغني إنكم تكتبون ؟إنما أنا بشر من كان عنده منها شيء فليأت به ،فجمعناها فاحرقت فقلنا يارسول الله نتحدث عنك ؟ قال : تحدثوا ولا حرج ، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
لعل هذه الأحاديث التي أوردناها هي ابرز ما يذكر في هذا الباب ، وان كان هناك أحاديث أخرى في نفس المعنى ، أعرضنا عن ذكرها لسببين: الأول:أن القسم الأكبر منها يكاد يتطابق مع ما ذكرناه لفظا ومعنى، وإن اختلف طريق وروده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الثاني : إن بعضا منها لا يسلم أمام النقد العلمي مما يؤدي الى الحكم بضعفها الأمر الذي يجعلنا في غنى عنها لثبوت أصل المسألة بالأحاديث التي ذكرناها .
ج- الجمع بين نصوص الكراهة والإباحة : • ومن العلماء من صرح أن أحاديث الإباحة ناسخة لأحاديث المنع ، حكي ذلك ابن حجر في الفتح فقال: " أو أن النهي متقدم والاذن ناسخ له" . وقال السيوطي في الديباج:" هذا منسوخ بالأحاديث الواردة في الإذن بالكتابة ، وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن ، فلما امن ذلك إذن فيه" . • بينما ذهب فريق آخر من العلماء الى أن النهي خاص والإذن عام ؛ " والنهي متعلق بمن يخشى منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ ، والإذن لمن أذن منه ذلك " . قال السمعاني في هذا الخصوص : " وكانوا يكرهون الكتاب أيضا لكي لا يعتمد العالم على الكتاب بل يحفظه" . وقال النووي رحمه الله : " كان النهي لمن خيف اتكاله على الكتاب وتفريطه في الحفظ ،مع تمكنه منه والإذن لمن لا يتمكن من الحفظ" . • وذهب فريق خامس من العلماء الى أن النهي متوجه الى منع الجمع بين القران والسنة في صحيفة واحدة ، والإذن وارد في التفريق بينهما ؛ حكا هذا القول الإمام ابن حجر في الفتح فقال: " النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القران في شيء واحد والإذن في تفريقهما" . وقال السيوطي :" وقيل النهي مخصوص بكتابة الحديث مع القران في صحيفة واحدة لئلا يختلط فيشتبه على القارئ" . ونقل الشيخ عبد العظيم آبادي في شرحه لسنن أبي داود عن الشيخ علي القارئ ما يؤيد هذا المعنى بقوله: " فأما أن يكون نفس الكتاب محظورا فلا وقد أمر الرسول أمته بالتبليغ وقال:"ليبلغ الشاهد الغائب" . فان لم يقيدوا ما يبلغونه تعذر التبليغ ، ولم يؤمن ذهاب العلم ، وان يسقط أكثر الحديث ،فلا يبلغ آخر القرون من الأمة ...فدل ذلك على جواز كتابة الحديث والله اعلم " ، ويشهد لهذا الرأي ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من الصحابة من الأمر بتجريد المصاحف وعدم إدخال شيء عليها ؛ يقول الإمام الزيلعي: " عن ابن مسعود أنه قال "جردوا القرآن"ويروى" جردوا المصاحف" قلت :رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الصلاة ، وفي فضائل القران ،...وفي مصنف عبد الرزاق "جردوا القران لا تلحقوا به ما ليس منه" . • وذهب بعض العلماء الى أن حديث أبي سعيد ألخدري لا يصح رفعه الى رسول الله وإنما يصح موقوفا على أبي سعيد ألخدري وهو لاشك ابرز الأحاديث في المسألة المطروحة وبالتالي فالحديث الموقوف لا يقوى على معارضة الأحاديث التي ثبت رفعها الى رسول الله فيكون الحكم لأحاديث الإذن وليس لأحاديث المنع ؛ ذكر هذا الرأي الإمام ابن حجر وعزاه الى الإمام البخاري فقال:" ومنهم من أعل حديث أبي سعيد وصحح وقفه عليه، قاله البخاري وغيره" . ومنهم من قال إن النهي مختص بزمن نزول الوحي والتخصيص في الكتاب يدخل مرحلة الإذن بعد انقطاع الوحي ،حكا هذا القول الإمام ابن حجر والمباركفوري ، وهو بعيد لأن تخصيص النصوص لا يملكها احد بعد رسول الله والله اعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- الآثار المنقولة عن الصحابة رضي الله عنهم من التدويـن والجمع بينها أ- الآثار المنقولة عن الصحابة رضي الله عنهم في كراهة التدوين • عن أبي نضرة قال قلت لأبي سعيد:" ألا تكتبنا فانا لا نحفظ فقال:لا إنا لن نكتبكم ،ولن نجعله قرآنا ،ولكن أحفظوا عنا كما حفظــنا نحــــن عن رسول الله : . • عن القاسم بن محمد قال قالت عائشة :جمع أبي الحديث عن رسول اله ،فكانت خمسمائة حديث ، فبات ليلة يتقلب كثيرا ،قالت فغمني ،فقلت:تتقلب لشكوى أو لشيء بلغك ؟ ،فلما أصبح قال أي بنية :هلمي الاحاديث التي عندك،فدعا بنار فاحرقها فقال خشيت أن أموت وهي عندك فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به ولم يكن قد حدثني ، فأكون قد تقلدت ذلك" . • عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب السنن فاستشار أصحاب رسول الله ،فأشاروا عليه أن يكتبها فطفق يتخير الله فيها شهرا ، ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال :"إني كنت أريد أن اكتب السنن ،واني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا ، فاكبوا عليها ،وتركوا كتاب الله ، واني والله لا البس شيئا بكتاب الله أبدا" . • عن جابر بن عبد الله بن يسار قال سمعت عليا يقول:"اعزم على كل من كان عنده كتاب الا رجع فمحاه ، فإنما هلك الناس حيث يتبعون أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم " . • عن الاوزاعي قال سمعت أبا كثير يقول سمعت أبا هريرة يقول : "لا يكتب ولا يكتب " .
ب- الآثار المنقولة عن الصحابة رضي الله عنهم في إباحة التدوين • ماروي عن انس بن مالك من أن أبا بكر رضي الله عنه كتب لهم( أي انس وقومه) ان هذه فرائض الصدقة التي فرض رسول الله التي أمر الله عز وجل بها رسول الله فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها،ومن سئل فوق ذلك فلا يعطه ". • عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال : جاءنا كتاب عمر بن الخطاب ونحن بأذربيجان :"يا عتبة بن فرقد إياكم والتنعم وزى أهل الشرك ولبوس الحرير ،فان رسول الله نهانا عن لبوس الحرير وقال :إلا هكذا ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إصبعيه " . • عن عمرو بن سفيان انه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :"قيدوا العلم بالكتاب " . • عن إبراهيم التميمي عن أبيه قال :خطبنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال:"من زعم إن عندنا شيئا نقرأه غير كتاب الله ، وهذه الصحيفة ، قال وصحيفة معلقة في قراب سيفه ،فقد كذب ،فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات ،وفيها قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة حرم ما بين عير الى ثور ،فمن احدث فيها حدثا أو آوى محدثا ،فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا" . • عن ربيعة قال:اخبرني ابن لسعد بن عبادة قال : وجدنا في كتاب سعد إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قضى باليمين والشاهد" .
ج - الجمع بين هذه الآثار أن السبب الذي نراه راجحا وراء هذا التنوع يمكن إجماله فيما يأتي : • . إن الصحابة رضي الله عنهم لم يحملوا النهي الوارد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الحرمة، إذ لو كان هذا ماثلا في أذهانهم لما تجرأ احد من الصحابة الى تدوين شيء من الحديث أو الإذن فيه، وهم من هم في إتباعهم للنبي وإنما حملوا ذلك على الكراهة ، أو التخصيص . • . كذلك لم يحمل الصحابة تلك النصوص النبوية على النسخ ، لاستمرار القول بكراهة التدوين عند كثير من الصحابة بعد وفاته ،ومعلوم أن التمسك بالحكم المنسوخ يتنافى مع منهج الاقتداء المطلق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. • . إن الصحابة فهموا أن كراهة التدوين مرتبطة بعلة وهدف ؛ أما العلة فهي خشية اختلاطها بالقران ، وأما الهدف فهو المحافظة على توقد الذهن وسعة الحفظ ، فإذا زالت العلة وامن الاختلاط جاز القول بالتدوين ، بالقدر الذي لا يكون سببا في الاتكال على الكتاب دون الحفظ ، فأن جعل الكتاب وسيلة للحفظ وليس بديلا عنه قالوا به وإلا فلا ، يشهد لنا قول ابن عون " رأيت حمادا يكتب بين يدي ابراهيم ( النخعي) فقال له ابراهيم الم أنهك؟ قال : إنما هي إطراف" . فكتابة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
4- الشبهات التي أثيرت حول تدوين الحديث ومناقشتها: لقد اثار المبطلون كثيرا من الشبهات حول مسألة تدوين الحديث على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم ، وقد جاءت هذه الشبهات في كثير من الأحيان تحمل عوارها بيدها وتدل على بطلانها بنفسها فكفتنا مئونة تفنيدها والرد عليها، وجاء بعضها الاخر وقد البس ثوب الحق من اجل تمريره على بسطاء الناس ، فرأيت لزاما أن نستعرض هذه الشبهات ونحاكمها أمام المنطق والعقل السوي ، وستكون طريقة عرضها اعتمادا على من تبناها وروج لها :
أ- شبهات الرافضي علي الكوراني والرد عليها: • الشبهة الأولى : حمل الكوراني في هذه الشبهة الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الإذن والمنع من الكتابة على التناقض متناسيا كل ما يمكن أن يعتمد عليه من الوسائل المعتبرة في الجمع بين النصوص المتعارضة ، وهو إنما حملها على التناقض من اجل الوصول الى مسالة خطيرة جدا لها مساس مباشر بعقيدة المسلمين، لان القول بالتناقض لا يخرج عن واحد من احتمالين الأول: صحة الرواية بطرفيها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي متناقضة وهو لازم للكفر والعياذ بالله لان فيها اتهاما للنبي بالتناقض في التبليغ عن الله. والثاني :عدم صحة احد إطرافها وهو لازم لاتهام رواتها بالكذب ، وهو ما يريد الكوراني أن يسوق القارئ إليه بصورة غير مباشرة،فاستمع إليه وهو يقول :"وقد عقد (أي الهيثمي )في مجمع الزوائد بابا باسم" باب كتابة العلم " وروى فيه روايات متناقضة في تحريم التدوين ، وفي الحث علي التدوين" .
• الشبهة الثانية :محاولة خلط مفهوم التثبت بمفهوم المنع من انتشار السنة: بنا الكوراني هذه الشبهة على جملة من الأحاديث ساقها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كحديث " ليحدث الحاضر منكم الغائب" وحديث" نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني ، فرب حامل فقه غير فقيه ،ورب حامل فقه الى من هو افقه منه " . فقال بعد أن أورد هذه الأحاديث وأمثالها :" من المعلوم لمن عرف أسلوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولمح مقاصده الشريفة ،أن هدفه ..أن تصل أحاديثه وما أوحاه الله إليه الى أوسع نطاق ، الى الأمة والعالم ،وان يحفظ العلماء والطلبة هذه الأحاديث ويلقوها على الناس ،ويشرحوها ، سواء كان ذلك بتحفيظها أو تكتيبها أو تدوينها.. فهل ينسجم ذلك مع سياسة تغييب السنة ومنع تدوين الحديث والعقوبة عليهما " . والكوراني إن كان هنا يعرض بما نقل عن سيدنا عمر من كراهة التدوين ، فانه منقول كذلك عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما أثبتنا ذلك في الصفحات السابقة . وان كان يعرض بذلك عما روي عنه من استشهاده على من يحدثه بحديث الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمن يشاركه في تلك الرواية عنه فان ذلك محمول على تثبته وحرصه على الأمانة في نقل السنة المطهرة، ويكفي للرد على الكوراني إن أهل السنة المتهمين عنده بالسعي من اجل منع انتشار سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم أنفسهم الذين رووا تلك الأحاديث التي تحث على التبليغ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو أرادوا أن يكتموا شيئا من حديثه لكانت هذه الأحاديث أولى بالكتمان من غيرها لأنها تتقاطع مع منهجهم ألتكتمي ولأنها ستكون حجة في فم مخالفيهم.
• الشبهة الثالثة: ادعاء الانتقائية في التدوين والرواية:يقول الشيخ علي الكوراني متحدثا عن النتائج التي برزت على الساحة الإسلامية من جراء السياسة العمرية المزعومة من منع التدوين والتحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :"وكانت النتيجة أن روايات السنة التي ارتضتها السلطة ، استثنيت من المنع ،وأخذت طريقها الى الرواية ، ثم الى التدوين ...وكانت النتيجة أن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم صارت سنتين ، سنة مسموحة متبناة من الدولة ،وترويجها في جماهير الأمة وعوامها...وسنة ممنوعة ترويها المعارضة على خوف ووجل وتكذيب ومطاردة" . ولست ادري أية سنة هذه التي ترويها المعارضة ؟هل هي الأحاديث الواردة في فضل علي رضي الله عنه وأهل بيته ؟ إن كان يقصد ذلك ،فلست ادري أين يذهب الكوراني بالأحاديث التي رواها أهل السنة بخصوص ذلك، ولو كلف نفسه الشيخ مئونة النظر في باب فضائل علي رضي الله عنه في كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل فقط لوجد أن كلامه عار عن الصحة ، وان أهل السنة نقلوا من الأحاديث في فضل علي وأهل بيته ما لم يرووه في حق أي صحابي آخر. بل ما يعجز الرافضة أنفسهم إثبات رواية واحده منها .
• الشبهة الرابعه : ثم تحدث الكوراني محاولا إثارة شبهة أخرى مستعينا في تحقيق ذلك بالتدليس وخلط المفاهيم على بسطاء الناس محاولا أن يصور إن تدوين الحديث إذن فيه بعد مئة سنة بشرط اقتران الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما روي عن عمر رضي الله عنه فيقول:"وكانت النتيجة أن دولة عثمان وبني أمية بعد قرارات عمر وسياسته في منع الحديث والعقوبة عليه الى نهاية القرن الأول ...ثم أجازت تدوين الحديث المسموح به فقط للمسموح لهم فقط ،وبشرط أن تدون أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأحاديث عمر رضي الله عنه " . فهو هنا يلمح بكتاب عمر بن عبد العزيز الى أبي بكر بن محمد عمرو بن حزم واليه على المدينة بخصوص تدوين الحديث ،وسننقل الرواية من كتب الامامية أنفسهم ثم نرى كيف حاول الكوراني تحريف النص ثم تحميله ما لم يحتمل ،يقول الميرزا ألنوري في مستدرك الوسائل :"فقد كتب الى عامله على المدينة لأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يأمره :إن انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،أو سنة ماضية ، أو حديث عمرة ،فاكتبه،فاني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله" . فهو قد حرف لفظة (حديث عمرة ) بعبارة ( حديث عمر) من اجل التلبيس على الناس وسياقاتهم الى قناعات وتصورات بعيدة عن الواقع.
• الشبهة الرابعة:ادعاء الانتقائية في الرواة المسموح لهم بالرواية: ومن الشبه التي أثارها الكوراني حول مسألة تدوين الحديث وروايته ،ادعاءه أن الدولة الاسلامية أذنت لعدد قليل جدا من الرواة برواية الحديث وتدوينه ،ومنعت جماهير الصحابة عن ذلك فقال:"وكانت النتيجة أن كعب الأحبار وجماعته، وتميما الداري وجماعته،صدرت لهم إجازة رسمية بان يحدثوا الناس في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومساجد بلاد المسلمين بأحاديث اليهود والنصارى ... بينما أمثال علي باب مدينة العلم ،وأبو ذر اصدق من عليها ،وحذيفة بن اليمان ،أمين سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحب سره ممنوعون من الرواية " . ولا ادري حقيقة الى أي درجة يؤمن الكوراني نفسه بهذا الكلام ؟ وهو يعلم أن ما أخرجه اهل السنة عن حذيفة بن اليمان أكثر مما أخرجه عنه الشيعة الأمامية إذا ما استثنينا الأحاديث المختلقة التي الصقها به الوضاعون من الرافضة، ولا ادري بعد ذلك عن ماهية تلك الإجازة الرسمية التي صدرت من الدولة الاسلامية للترويج لعقائد اليهود والنصارى ؟ إن هذا اتهام مباشر وخطير للأمة الاسلامية ممثلة بخلفائها وعلمائها بالنكوص عن الدين والانحدار الى هاوية الردة لان الذي يمنع حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويسمح بحديث اليهود والنصارى لا يبقى من إسلامه شيء، ثم إن كان كلامه هذا صحيحا فمن الذي روى هذا الكم الهائل من أحاديث المصطفى وهم ممنوعون من الرواية. والشيخ الكوراني في سبيل الوصول الى ما يريد لا ما نع لديه من ركوب الصعب والسهل على حد سواء،فهو لكي يظهر عليا رضي الله عن بمظهر الحريص على نقل السنة - وهو كذلك بلا شك – يسوق من الأحاديث ما لا تقوم به الحجة ، غاضا نظره عما قال العلماء عن ذلك الحديث مع علمه بذلك ، فاستمع إليه وهو يقول :"وقف على عليه السلام ضد سياسة منع الحديث ،وكان يأمر من يطيعه بالتحديث والتدوين ،ويروي لهم أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتحديث عنه وتدوين حديثه الشريف ...روي في كنز العمال ج1 /262 ( عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اكتبوا هذا العلم فأنكم تنتفعون به إما في دنياكم وإما في آخرتكم وان العلم لا يضيع صاحبه " . وحذف الشيخ الكوراني أو غض نظره عن تعقيب المحقق على هذا الحديث مباشرة في نفس الطبعة التي اعتمد عليها الشيخ وهو قوله" وفيه محمد بن محمد بن علي بن الأشعث كذبوه" ، فالشيخ يبيح لنفسه أن ينقل من الأحاديث ما حكم العلماء عليه بالسقوط لا لشيء إلا لان هذا الحديث متفق مع القناعات التي يؤمن بها أو يريد إيصال الناس إليها، وإلا فان عليا رضي الله عن قد نقل عنه ما يخالف هذا الموقف تماما وهو الدعوة الى عدم التدوين حال غيره من كبار الصحابة في هذه المسألة . بل إن الشهيد الثاني وهو من علماء الشيعة المبرزين في علم الحديث ، كلامه مناقض لما رواه الكوراني فيقول:" إن تدوين الحديث لم يكن شائعا بين المحدثين الشيعة ،فلم تصلنا عن ابن عباس مثلا رغم كثرة رواياته إلا ما جمعه الفيروز آ بادي من رواياته في التفسير والتأويل، وظاهرة التدوين ظهرت أيام الإمام الباقر عليه السلام ،ونمت أيام الإمام الصادق عليه السلام " . فأين هذا الكلام من مقتضى تلك الرواية التي ساقها الشيخ الكوراني والتي اتهم رواتها بالكذب .
ب- من شبهات عبد الحسين شرف الدين الموسوي وأغلب هذه الطعون كانت في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكأنه الصحابي الوحيد الذي كره كتابة الحديث أو لم يقم بتدوينه ! وكأن علي رضي الله عنه لم يرد منعه للكتابه وكأنه دوّن الحديث فهنا ترى تناقض الرافضة دائما ً وهو ما كانت تقتضية المصلحة في ذلك الوقت متناسين كل ما روي عنه من جواز التدوين ،الأمر الذي يجعل أصابع الاتهام تتجه إليهم بالازدواجية في الرؤية وعدم الموضوعية في تناول المسائل المطروحة.
يقول الرافضي :والأخبار متواترة في منعه الناس من تدوين العلم ، وردعه إياهم عن جمع السنن والآثار ،وربما حظر عليهم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مطلقا، وحبس أعلامهم في المدينة الطيبة لكي لا يذيعوا الأحاديث في الآفاق" . أنتهى
ولا يخفى على كل ذي عقل حصيف أن عمر بن الخطاب لم يبق كبار الصحابة في المدينة إلا لما في اجتماعهم فيها من خير عظيم يعود نفعه للأمة ،فلطالما جمع عمر رضي الله عنه الصحبة وهو يستشيرهم فيم يحزب من الأمور ، أو يسألهم إن كان عندهم علم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسألة بعينها.
بالنسبة لادعاء الموسوي من أن عمر رضي الله عنه كان يمنع الصحابة من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "عن عبد الرحمن بن عوف قال ما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بعث الى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجمعهم من الآفاق :عبد الله بن حذيفة وأبي الدرداء وأبي ذر وعقبة بن عامر ، فقال ما هذه الأحاديث التي افشيتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: أتنهانا ؟ قال: لا أقيموا عندي ولا تفارقوني ما عشت" .
فلا دلالة لمنـــع التي أتى بها للأستشهاد بها ! ولا دلالة لســجن وهو يستشهد بها للطعن في عمر رضي الله عنه كما نقل عنه الصدري الرافضي في هذا المنتدى فيه عنعنة أبو أسحاق وهو مدلس وفي سماع إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف من عمر خلاف والظاهر أنه لا يثبت
وكل ما ورد في هذا الشأن إما باطل أو ضعيف أو تأويل كاذب كما ورد لهذا الأثر الحسن والمختلف في صحته
ويروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شيعه وفدا خارجا إلى الكوفة ، فأوصى عمر الوفد وصية قال فيها : (( إنكم تأتون بلدة لها دوي بالقرآن ، كدوي النحل . فلا تصدوهم بالأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وفي رواية : فأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ] ، وأنا شريككم ))أسناده صحيح
إذا ً العلـّه معروفه والتحريم ليس بتحريم ولا منع إما كما جاء في الأثر الصحيح الإقلال لعدم صرف الناس عن القرآن الذي هو الأساس ثم الأقل منه الحديث يعني أن يتم إتقان القرآن ثم الأتجاه للحديث ولا يوجد لا منع ولا سجن ولا هم يحزنون من كذب الكاذبين
ج- شبهة السيد حسين الصدر ومن وافقه • "ادعاء وقوع التحريف بسبب تطاول الأمد قبل التدوين" يرى الشيخ حسين الصدر ، والسيخ علي السيستاني إن نقطة الضعف الكبيرة التي لحقت بالحديث الشريف عند أهل السنة ،هي تأخر التدوين الرسمي للحديث الى نهاية القرن الأول بمعنى بقاء مدة الرواية الشفوية مئة عام ،وهذا في نظرهم علة تامة في وقوع التحريف المتعمد وغير المتعمد،يقول السيد علي السيستاني:"إن تدوين الحديث عند العامة قد تأخر عن عصر صاحب الرسالة بما يزيد على مئة عام،مما استتبع ذلك اتكاء رواياتهم على الحفظ في نقل الروايات،ومعلوم أن ذلك يفضي الى حالات كثيرة من إهمال خصوصيات الكلام،لان ذاكرة الرواة غير المعصومين لا تستوعب عادة جميع خصوصيات الرواية ، وملابساتها،وهذه العلة لا توجد في رواياتنا ،بالشكل الذي يوجد في روايات العامة ، لان رواياتنا متلقاة عن أئمة أهل البيت" .
وكذلك يرى السيد حسين الصدر في كتابه نهاية الدراية،فيقول:"فمن منعهما(أي ابو بكر وعمر رضي الله عنهما)تدوين الحديث ،ومنعهما الإكثار من التحديث بالسنة ،اضر بهذا التراث المقدس ،واحدث فيه الثغرات العميقة ،وعرضه للتحريف المقصود وغير المقصود ،لان الاعتماد على حافظة الإنسان فقط دون تدوين ،مع ضخامة هذا التراث وانتشاره مظنة لحصول مثل ذلك ،ثم إن هناك حقائق تكوينية لا يمكن إنكارها ، كتعرض الإنسان لضعف ملكة الحفظ والنسيان كلما تقدم به العمر، أو تعرض لضعف التركيز لقساوة الظروف المعاشة ،أو لظروف الحرب الطويلة والمستمرة ،إضافة الى وفاة الرجال ،مما يعرض جمل من الأحاديث الى الانقراض ،لا سيما التي تفردوا بروايتها..وقد أكدت الإخبار والنصوص التاريخية حصول مثل ذلك وصدوره حتى من كبار الصحابة" .
وهذا الكلام غير مسلم به لأمور منها: • إن هذه الشبهة ليست من بنات أفكارهم وإنما أثارها وروج لها قدماء المستشرقين في ظل حملاتهم المتواصلة في حربهم على الإسلام؛ ففي بحث للأستاذ احمد محمد بوقرين الأستاذ في قسم أصول الدين في الجامعة الأمريكية المفتوحة بخصوص شبهات المستشرقين حول السنة النبوية يقول:" من الشبهات التي ادعاها بعض غلاة المستشرقين من قديم،وقام بناؤها على وهم فاسد ،هي إن الحديث بقي مائتي سنة غير مكتوب ،ثم بعد هذه المدة الطويلة قرر المحدثون جمع الحديث،وقد ردد عدد من المستشرقين هذه الشبهة منهم:جولدزيهر ،وشبرنجر،ودوزي " . • إن هذا الكلام يلزم منه ان ترد كل المصنفات المؤلفة لنقل الآثار عمن توفي إن لم تكن معاصرة لمن الفت في حقه ، والسنة والشيعة على حد سواء في هذه المسألة إذ الغالب على المدونات الحديثية إنها كتبت في القرن الثالث الهجري وهذا يعني اعتمادها في مرحلة من مراحلها على النقل الشفوي . وبعبارة أخرى:فان الكافي الذي يعد عند الأمامية أهم مصنف يعتمد عليه في نقل الثار عن أئمتهم واقع تحت تأثير هذه الشبهة، لان الكليني مصنف الكافي متوفى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، فلكي يحدث الكليني عن جعفر الصادق لا بد له من خمس طبقات من الرواة غير المعصومين الذين يعتمدون على حفظهم الذي يؤدي قطعا كما يقول السيد السيستاني الى إهمال خصوصيات الرواية فيقول مثلا: عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن الربيع بن محمد ألمسلمي عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله يقول :" إن الإمام ليسمع في بطن أمه...الخ" . ولكي يحدث عن أبي عبد الله الحسين رضي الله عنه فانه يحتاج عشر طبقات من الرواة . وما يصدق على كتاب الكافي فانه يصدق على غيره من المصنفات الشيعية بسبب تأخر تصنيفها الى ما بعد الفترة التي صنف فيها الكليني كتابه . • إن علماء المتقدمين نصوا على إن تدوين الحديث قد تأخر عندهم الى ما بعد القرن الأول كما نقلنا ذلك عن الشهيد الثاني في شرح الروضة البهية ،وبالتالي فلا حجة لسيد حسين الصدر ولا السيد السيستاني فيما عده مثلبة على أهل السنة لوجود العلة بذاتها في الفريقين بل إن وجودها عند الشيعة آكد وأوسع .
في الختام الرافضة ليس لهم قبل القرن العاشر أي علم من علوم الحديث كما قيل ذلك في أمهات كتبهم على لسان شيخهم الحائري في كتابه ( مقتبس الأثر ) الجزء الثالث " " ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني " " والشهيد هو أبو الحسن العاملي المتوفى سنة 975
ويأتي من يأتي منهم ليشكك في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المتواترة من فمه صلى الله عليه وآله وسلم إلى الصحابة إلى التابعين إلى تابعي التابعين إلى المسانيد المدونة إلى زمننا الحالي بإسانيدها وبجرح وتعديل رجال أسانيدها ! ! !
يا للعجب تطاول السفهاء حقا ً
وعن أي دين يتكلمون عنه !
لذلك أختم الموضوع بطلب صغــيـــر
حديث واحد على أصح طرقكم يا رافضة ويكون في الموضوع المهجور التالي سؤال للاثني عشرية حير كثير وانا منهم - شبكة الدفاع عن السنة
من ينقذ الشيعة من هذه الورطة والفضيحة - شبكة الدفاع عن السنة
دعوة لجمع كل الاحاديث الشيعية الصحيحة - شبكة الدفاع عن السنة
هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعيـــن
والحمد لله رب العالمين
جمع وتنسيق أخوكم خدّام الإسلام الأحد 30 رجب 1431 إن أصبت فمن الله وحده وإن أخطئت من نفسي والشيطان من عدّت مصادر وأهمها بحث الدكتور محمود عيدان أحمد ( بتصرف مني )
رد: تدوين الحديث الشريف وشبهات حوله ________________________________________ 5- أحاديث مكذوبة وضعيفه وموضوعه يستشهد بها الرافضة لتقوية الشبه حول الحديث ( أتمنى الجميع يشارك )
أبدأ
أ- حديث والله ما مات عمر رضي الله عنه حتى بعث إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم جميعا من الآفاق : حذيفة وابن مسعود وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر ، فقال : ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآفاق ؟ قالوا : أتتهمنا ؟ قال : لا ولكن أقيموا عندي ولا تفارقوني ما عشت فنحن أعلم بما نأخذ منكم وما نرد عليكم ، فما فارقوه حتى مات ، فما خرج ابن مسعود إلى الكوفة ببيعة عثمان إلا من سجن عمر
حسّنة أبن كثير ولكن في سماع إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف من عمر خلاف والظاهر أنه لا يثبت
أتمنى التعقيب من الأخوة العارفين في هذا الباب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ب- تجميع عمر بن الخطاب رضي الله عنه للأحاديث وحرقها ! ! ! طبقات ابن سعد 5 / 140 بترجمة القاسم بن محمد بن ابي بكر .
1 - عن عبد الله بن العلاء قال : سألت القاسم ابن محمد أن يملي علي أحاديث فقال : إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها ، فلما أتوه بها أمر بتحريقها : مثناة كمثناة أهل الكتاب . قال فمنعني القاسم بن محمد يومئذ أن أكتب حديثا . الراوي: القاسم بن محمد المحدث: المعلمي - المصدر: الأنوار الكاشفة - الصفحة أو الرقم: 39
خلاصة حكم المحدث: منقطع أيضا إنما ولد القاسم بعد وفاة عمر ببضع عشرة سنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ت- منـع عمر من التحديث في العراق أو الإقلال منـــه
عن قرظة بن كعب قال : خرجنا نريد العراق فمشى عمر رضي الله عنه معنا إلى صرار فتوضأ ، فغسل اثنتين ثم قال : أتدرون لم مشيت معكم ؟ قالوا : نعم ، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيت معنا ، قال : إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل ، فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم ، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، امضوا وأنا شريككم ، فلما قدم قرظة قالوا : حدثنا ، قال : نهانا عمر بن الخطاب
الراوي: عامر الشعبي المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: جامع بيان العلم - الصفحة أو الرقم: 2/1000 خلاصة حكم المحدث: الآثار الصحاح عنه من رواية أهل المدينة بخلاف هذا، وإنما يدور على بيان عن الشعبي وليس مثله حجة في هذا الباب
أقول ولو كان غير حجـّة هذا الحديث لطلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالإقلال
فلو كان صحيحا ً وفرضنا صحته جدلا ً فهو يطلب أمر مستحسن
وهو الإشتغال بالكتاب كلام رب العالمين المحفوظ
والأقلال من السـنـّة لكي لا تشغل
ولا أحد ينكر أن الكتاب والسنة متلازمان والكتاب الثقل الأكبر والسنة أصغر
ومع ذلك الحديث ضعيف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ج- عن محمد بن عجلان أن أبا هريرة كان يقول : إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها فى زمان عمر أو عند عمر لشج رأسي".
أخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 67/343 أخبرنا أبو عبد الله بن البنا قراءة عن أبي تمام علي بن محمد أنا أحمد بن عبيد نا محمدى بن الحسين نا ابن أبي خيثمة نا الوليد بن شجاع قال حدثني ابن وهب حدثني يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان أن أبا هريرة كان يقول إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمان عمر أو عند عمر لشج رأسي
علل الحديث : محمد بن عجلان قالن أبي هريرة وهذه فيها معضلات فلم يلق محمد بن عجلان أبا هريرة بل في رواياته عن أبي هريرة بالواسطة مشكلة كبرى قال البخاري في التاريخ الكبير 1/196 محمد بن عجلان المدني مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة القرشي سمع أباه وعكرمة روى عنه الثوري ومالك بن أنس قال علي عن يحيى لقيت بن عجلان سنة أربع وأربعين وكتبت عنه وقال لي علي عن بن أبي الوزير عن مالك أنه ذكر بن عجلان فذكر خيرا وقال يحيى القطان لا أعلم إلا إني سمعت بن عجلان يقول كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه عن أبي هريرة وعن رجل عن أبي هريرة فاختلطت علي فجعلتها عن أبي هريرة
وقال ابن حجر في تقريب التهذيب ص496 محمد بن عجلان المدني صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة
وفوق هذا قد رمي محمد بن عجلان بالتدليس ولم يلق أبا هريرة فعلق عنه
الخلاصة والله أعلم الحديث منقطع وليس عن ابو هريرة كما ورد فيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ح- " عن أبي سلمة سمعت أبا هريرة يقول : ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله ص حتى قبض عمر " (!!!)
أخرجها ابن عساكر في تاريخه 67/344 خبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا محمد بن عيسى انا يزيد بن يوسف عن صالح بن ابي الاخضر عن الزهري عن أبي سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض عمر قال أبو سلمة فسألته بم قال كنا نخاف السياط وأوما بيده إلى ظهره
علل الحديث :
يزيد بن يوسف الرحبي : وهو ضعيف ذكر الحافظ إجماع الأئمة حيث قال في تقريب التهذيب ص606 يزيد بن يوسف الرحبي بفتح الراء والمهملة بعدها موحدة الصنعاني صنعاء دمشق ضعيف ------------- وفيه صالح بن ابي الاخضر قال الذهبي المغني في الضعفاء 1/302 لينه البخاري وغيره وقال : ضعيف وفي رواياته عن الزهري أوابد وقال ابو زرعة وأما صالح فعنده عن الزهري كتابان أحدهما عرض والآخر مناولة فاختلطا جميعا وكان لا يعرف هذا من هذا. تهذيب التهذيب 4/333 وقال بن حبان - المرجع السابق - يروي عن الزهري أشياء مقلوبة روى عنه العراقيون اختلط عليه ما سمع من الزهري بما وجد عنده مكتوبا فلم يكن يميز هذا من ذاك ومن اختلط عليه ما سمع بما لم يسمع .
إذا ً الرواية فيها ضعيفان وليست بحجــّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
خ- عن الزهري وكان عمر يقول : أقلوا الرواية عن رسول الله إلا فيما يعمل به .
علل الأثر الزهري لم يدرك عمر إذا ً ليس بحجة يا رافضة
وجاء أيضا ً عن إبراهيم : أن عمر بن الخطاب حبس جماعة منهم أبو هريرة وقال أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا في حبسه إلى أن مات
الراوي: إبراهيم المحدث: الخليلي - المصدر: الإرشاد - الصفحة أو الرقم: 1/213 خلاصة حكم المحدث: تفرد به سعد بن إبراهيم عن أبيه وهو غريب | |
|